تصاعدت وتيرة المعارك بين حركة الشباب والقوات الحكومية الصومالية مؤخراً في منطقة "عاد" في ولاية غلمدغ، والتي تخضع لسيطرة القوات الصومالية مع ميليشيات شعبية منذ 5 يناير 2024، في حين تتمركز قوات حركة الشباب في منطقة متاخمة للمدينة ونقلت كافة معداتها العسكرية إلى هناك، وعادت لشنّ هجمات مباغتة بدءاً من 25 يناير 2024.
وقد طلبت القوات الحكومية إمدادات بشرية ولوجستية عاجلة من قوات أتمس، وأخطرتهم أن المدينة سوف تسقط في حال عدم إرسال مزيد من المقاتلين؛ لأن حركة الشباب نظمت نفسها من جديد، وبالفعل أرسلت قوات أتمس مجموعة من المجندين حوالي 100-150 مجنداً مع معداتهم الخفيفة والمتوسطة وتمركزوا إلى جانب القوات الحكومية في مدينة "عاد"، وصدوا هجوماً عنيفاً شنته حركة الشباب في مطلع فبراير 2024.
وتعتمد قوات الشباب مؤخراً إستراتيجية الانسحاب من كل المدن التي سيطرت الحكومة الصومالية عليها، بلا قتال، وبعد تمركز القوات الحكومية الجديدة في المنطقة تعود حركة الشباب لشنّ هجمات مباغتة لكسر القدرات القتالية للخصم.
هذه الإستراتيجية قديمة، ولكن عادت الحركة إليها على نطاق واسع مؤخراً. وعلى سبيل المثال فإن أهالي مدينة عيل بور Ceel Buur (عدد سكانها حوالَيْ 80 ألفاً تقع في منطقة غلغدود) طلبوا من الرئيس حسن شيخ محمود عدم تمركز القوات الحكومية في المدينة بعد انسحاب قوات حركة الشباب منها؛ لأنه وقعت مجزرة في فترة الرئيس شيخ شريف، لما عاد مقاتلو حركة الشباب للسيطرة على المدينة بعد خسارتها آنذاك، وقطعوا رؤوس زعماء العشائر.
الحركة تستفيد من الطبيعة الجغرافية لمناطق وسط الصومال (غلمدغ وهيرشبيلي)، فهي أدغال وسهول واسعة، مما يصعب على القوات الصومالية والمسيرات الأمريكية والتركية تحديد مواقع عناصر الحركة، وقد يكون شنّ هجوم ضدها هناك شِبه مستحيل؛ في ظل القُدرات الضعيفة للقوات الحكومية.
وتستغلّ قوات الحركة حالة الضعف والترهُّل التي تعيشها القوات الصومالية، والتي لم تتمكن من المحافظة على المناطق التي سيطرت عليها في الشهور الماضية، حيث تمكنت الحركة من شنّ ضربات استباقية في مواقع إستراتيجية مهمة، من بينها مدينة "عاد" المهمة، وهذا الأمر بدوره أدى إلى انخفاض الثقة الشعبية والدعم الشعبي للقوات الحكومية، حتى أن السكان في بعض المناطق باتوا يرفضون دخول القوات الحكومية لمناطقهم خوفاً من انتقام حركة الشباب في حال استعادت السيطرة عليها مرة أخرى.
ومن المتوقع أن تتمكن حركة الشباب من السيطرة مجدداً على مدينة "عاد"، وإذا تم ذلك فهو يعني أنها ستتوسع إلى مناطق أكبر في ولاية غلمدغ على المدى القصير.