نشاط تنظيم الدولة في موزمبيق

Cass Banener Image
نشاط تنظيم الدولة في موزمبيق

نشاط تنظيم الدولة في موزمبيق

تصاعدت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 هجمات تنظيم داعش في موزمبيق في مقاطعة كابو ديلغادو شمال شرقي البلاد،تصاعدت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 هجمات تنظيم داعش في موزمبيق في مقاطعة كابو ديلغادو شمال شرقي البلاد، حيث تضاعفت الهجمات في هذا الشهر بنسبة 100% -على الأقل- مقارنةً بالأشهر السابقة على مدار 2023.  

مع هذا التصاعُد يُلاحَظ أن هذه الهجمات توسّعت جغرافيّاً وتزايدَت عدديّاً منذ مطلع شباط/فبراير 2024، خاصة في منطقة شيوري (Chiure) جنوب مقاطعة كابو ديلغادو، حيث سيطر التنظيم على عدة بلدات وقرى في المنطقة، ونفذ فيها مجازر في حق المدنيين، وأحرقت قواته العشرات من المدارس والكنائس، مما أدى لحملة نزوح واسعة تجاه مقاطعة بيمبا جنوب مقاطعة كابوديلغادو.  

وقد أكّد مصدر حكومي لمركز دراسات الأمن الإفريقي أن عدد الضحايا الذين قُتِلوا خلال المعارك زاد عن 300 شخص، معظمهم من المدنيين كما أن عدد النازحين وصل إلى ما يزيد عن 100 ألف نازح في منتصف آذار/ مارس 2024.  

وأكد المصدر أن عدد عناصر التنظيم الذين شاركوا في الهجمات الأخيرة يُقدّر بـ 500 عنصر جُلّهم مسلّحون بأسلحة خفيفة (قنابل يدوية، كلاشينكوف، بي كي سي، مع وجود قواذف آر بي جي) ويستخدمون الدراجات النارية للتنقل في الدرجة الأولى، إلى جانب عشرات السيارات المثبَّت عليها رشاشات متوسطة.  

لماذا يركز  داعش على شيوري؟  

تُعَدّ الخُطوات الأخيرة لداعش في كابوديلغادو شمال شرقي موزمبيق نتائج أساسية لعمل التنظيم في المقاطعة منذ عام 2017، إلا أنها تبدو أكثر عنفاً مما سبق، نظراً لاستهداف الحاضنة المسيحية بشكل رئيسي في هذه الهجمات، مما سيؤدي لنتائج إنسانية وأمنية مختلفة.  

من المرجح أن الهجوم ضدّ البلدات المسيحية -تحديداً- جاء لتنفيذ غايتين أساسيتين، هما: السيطرة على الطرق الرئيسية التي تربط منطقة شيوري بالمناطق الأخرى في مقاطعة كابو ديلغادو، وبطرق المدن الساحلية الموصلة إلى مركز المقاطعة -مدينة بيمبا- من جهة، ومن جهة أخرى تصعيد العمل الطائفي في هذه المنطقة لضمان مزيد من الفوضى فيها.  

بالرغم من أن موزمبيق دولة ذات أغلبية مسيحية كاثوليكية، إلا أن مقاطعتَيْ نياسا (61%) وكابو ديلغادو (55%) الشماليتين فيهما أغلبية مسلمة، حيث ينحصر وجود داعش في أقصى مناطق شمال كابوديلغادو، ومن هنا فإنه من المتوقع أن تستمر هذه الهجمات في المقاطعة المذكورة ضدّ المناطق ذات الأغلبية المسيحية، إلا أنها بدأت في شيوري كونها الأقرب لمناطق انتشار داعش. في ذلك بيمبا عاصمة المقاطعة، وعليه فإن الهدف التالي -بعد بسط السيطرة على منطقة شيوري- إما التوجه إلى المناطق الساحلية مثل بيمبا عاصمة المقاطعة- أو التوسع في المناطق ذات الغالبية المسلمة، مثل مويدومبي ومويدا وناومونو.  

بالتأكيد فإن الانعكاسات المباشرة لهذه الهجمات كثيرة، إلا أن أبرزها هو زيادة ضغط اللاجئين على الحكومة المركزية والمقاطعات المجاورة لمناطق النزوح، حيث يسيطر التنظيم على مراكز أربع مناطق في مقاطعة كابوديلغادو من أصل 17 منطقة، هي: منطقة بالما، وكيسانغا، ومويدومبي، وموسيمبودابريا، ويعمل على تعزيز انتشاره في منطقة ماكوميا، وشيوري، وبالتالي فإن السيطرة على هاتين المنطقتين ستؤدي لزيادة حركة النزوح تجاه المناطق الأخرى، وهو ما حصل كنتيجة أولية إثر الهجمات الأخيرة، حيث نزح آلاف المدنيين من قراهم تجاه منطقة بيمبا الساحلية، والمناطق الغربية من كابوديلغادو، مما سيصعّد من الأزمة الإنسانية كتأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية للنازحين إلى جانب إنشاء مخيمات مؤقتة لهم من جهة، وسيسهّل الطريق أمام التنظيم للسيطرة على القرى التي غادرها أهلها من جهة أخرى.  

ماذا بعد السيطرة على كيسانغا؟  

من المؤكد أن التنظيم استطاع جذب مئات العناصر الجديدة إلى صفوفه خلال أعوام 2017- 2023، وهو بحاجة لاستمرار تدفُّق المقاتلين إلى صفوفه بهدف استكمال عمليات الانتشار في المقاطعة، وبالتالي فإن السيطرة على البلدات المسيحية في المنطقة واستخدام الانتصارات لغرض الدعاية ضدّ تهميش المسلمين، ستزيد من فرص تعزيز تجنيد الشباب واستقطاب العناصر للانضمام إلى صفوفه، وهو ما يؤكده سلوك التنظيم بنشره رسائل ورقية مستمرة في القرى المسلمة تطالب أبناءها بمبايعته، ويُعَدّ خطاب أحد شرعيِّي التنظيم إثر السيطرة على بلدة كيسانغا ومطالبة الناس بالبيعة مؤشراً على هذا التوجُّه.  

تُعَدّ سيطرة التنظيم على بلدة كيسانغا الساحلية خُطوة إضافية في إطار سعي التنظيم لتوسيع نفوذه على سواحل المحيط الهندي، وقد ابتدأ التنظيم تنفيذ هذه الخطوات منذ آب/ أغسطس 2020 عندما سيطر على مدينة موسيبمودابريا الساحلية (Mocímboa da Praia) وبالرغم من استعادة السيطرة عليها مطلع عام 2021 إلا أن قوات التنظيم ظلت منتشرة في محيطها، واستمرت في السعي لتأمين السيطرة الكاملة عليها لاحقاً، وهو ما دفعه للتصعيد ضد القرى المسيحية كخُطوة بديلة، بهدف قطع الطرق مع المدن الساحلية في سعيه للتمدُّد إليها، وهكذا يستطيع -في حال السيطرة على سواحل المقاطعة بأكملها- تهديد مضيق "موزمبيق/مدغشقر" في المستقبل.  

في الإطار ذاته، إن التوسع في السيطرة على مناطق جديدة تعني المزيد من التحكم بالطرق، وبالتالي زيادة الموارد المالية للتنظيم، سواء من حيث فرضه ضرائب على البضائع والمحاصيل فيها -خاصة محصول الكاجو- أم صيادي الأسماك أو حتى عمليات التنقيب عن الذهب، أو من خلال فرض رسوم العبور على الشاحنات التجارية، حيث تُقدَّر الضريبة المفروضة على الشاحنة الواحد بنحو 150 ألف ميتيكاي- قُرابة 2340 دولاراً أمريكياً.   

 حيث تضاعفت الهجمات في هذا الشهر بنسبة 100% -على الأقل- مقارنةً بالأشهر السابقة على مدار 2023.  

مع هذا التصاعُد يُلاحَظ أن هذه الهجمات توسّعت جغرافيّاً وتزايدَت عدديّاً منذ مطلع شباط/فبراير 2024، خاصة في منطقة شيوري (Chiure) جنوب مقاطعة كابو ديلغادو، حيث سيطر التنظيم على عدة بلدات وقرى في المنطقة، ونفذ فيها مجازر في حق المدنيين، وأحرقت قواته العشرات من المدارس والكنائس، مما أدى لحملة نزوح واسعة تجاه مقاطعة بيمبا جنوب مقاطعة كابوديلغادو.  

وقد أكّد مصدر حكومي لمركز دراسات الأمن الإفريقي أن عدد الضحايا الذين قُتِلوا خلال المعارك زاد عن 300 شخص، معظمهم من المدنيين كما أن عدد النازحين وصل إلى ما يزيد عن 100 ألف نازح في منتصف آذار/ مارس 2024.  

وأكد المصدر أن عدد عناصر التنظيم الذين شاركوا في الهجمات الأخيرة يُقدّر بـ 500 عنصر جُلّهم مسلّحون بأسلحة خفيفة (قنابل يدوية، كلاشينكوف، بي كي سي، مع وجود قواذف آر بي جي) ويستخدمون الدراجات النارية للتنقل في الدرجة الأولى، إلى جانب عشرات السيارات المثبَّت عليها رشاشات متوسطة.  

لماذا يركز  داعش على شيوري؟  

تُعَدّ الخُطوات الأخيرة لداعش في كابوديلغادو شمال شرقي موزمبيق نتائج أساسية لعمل التنظيم في المقاطعة منذ عام 2017، إلا أنها تبدو أكثر عنفاً مما سبق، نظراً لاستهداف الحاضنة المسيحية بشكل رئيسي في هذه الهجمات، مما سيؤدي لنتائج إنسانية وأمنية مختلفة.  

من المرجح أن الهجوم ضدّ البلدات المسيحية -تحديداً- جاء لتنفيذ غايتين أساسيتين، هما: السيطرة على الطرق الرئيسية التي تربط منطقة شيوري بالمناطق الأخرى في مقاطعة كابو ديلغادو، وبطرق المدن الساحلية الموصلة إلى مركز المقاطعة -مدينة بيمبا- من جهة، ومن جهة أخرى تصعيد العمل الطائفي في هذه المنطقة لضمان مزيد من الفوضى فيها.  

بالرغم من أن موزمبيق دولة ذات أغلبية مسيحية كاثوليكية، إلا أن مقاطعتَيْ نياسا (61%) وكابو ديلغادو (55%) الشماليتين فيهما أغلبية مسلمة، حيث ينحصر وجود داعش في أقصى مناطق شمال كابوديلغادو، ومن هنا فإنه من المتوقع أن تستمر هذه الهجمات في المقاطعة المذكورة ضدّ المناطق ذات الأغلبية المسيحية، إلا أنها بدأت في شيوري كونها الأقرب لمناطق انتشار داعش. في ذلك بيمبا عاصمة المقاطعة، وعليه فإن الهدف التالي -بعد بسط السيطرة على منطقة شيوري- إما التوجه إلى المناطق الساحلية مثل بيمبا عاصمة المقاطعة- أو التوسع في المناطق ذات الغالبية المسلمة، مثل مويدومبي ومويدا وناومونو.  

بالتأكيد فإن الانعكاسات المباشرة لهذه الهجمات كثيرة، إلا أن أبرزها هو زيادة ضغط اللاجئين على الحكومة المركزية والمقاطعات المجاورة لمناطق النزوح، حيث يسيطر التنظيم على مراكز أربع مناطق في مقاطعة كابوديلغادو من أصل 17 منطقة، هي: منطقة بالما، وكيسانغا، ومويدومبي، وموسيمبودابريا، ويعمل على تعزيز انتشاره في منطقة ماكوميا، وشيوري، وبالتالي فإن السيطرة على هاتين المنطقتين ستؤدي لزيادة حركة النزوح تجاه المناطق الأخرى، وهو ما حصل كنتيجة أولية إثر الهجمات الأخيرة، حيث نزح آلاف المدنيين من قراهم تجاه منطقة بيمبا الساحلية، والمناطق الغربية من كابوديلغادو، مما سيصعّد من الأزمة الإنسانية كتأمين الاحتياجات الغذائية الأساسية للنازحين إلى جانب إنشاء مخيمات مؤقتة لهم من جهة، وسيسهّل الطريق أمام التنظيم للسيطرة على القرى التي غادرها أهلها من جهة أخرى.  

ماذا بعد السيطرة على كيسانغا؟  

من المؤكد أن التنظيم استطاع جذب مئات العناصر الجديدة إلى صفوفه خلال أعوام 2017- 2023، وهو بحاجة لاستمرار تدفُّق المقاتلين إلى صفوفه بهدف استكمال عمليات الانتشار في المقاطعة، وبالتالي فإن السيطرة على البلدات المسيحية في المنطقة واستخدام الانتصارات لغرض الدعاية ضدّ تهميش المسلمين، ستزيد من فرص تعزيز تجنيد الشباب واستقطاب العناصر للانضمام إلى صفوفه، وهو ما يؤكده سلوك التنظيم بنشره رسائل ورقية مستمرة في القرى المسلمة تطالب أبناءها بمبايعته، ويُعَدّ خطاب أحد شرعيِّي التنظيم إثر السيطرة على بلدة كيسانغا ومطالبة الناس بالبيعة مؤشراً على هذا التوجُّه.  

تُعَدّ سيطرة التنظيم على بلدة كيسانغا الساحلية خُطوة إضافية في إطار سعي التنظيم لتوسيع نفوذه على سواحل المحيط الهندي، وقد ابتدأ التنظيم تنفيذ هذه الخطوات منذ آب/ أغسطس 2020 عندما سيطر على مدينة موسيبمودابريا الساحلية (Mocímboa da Praia) وبالرغم من استعادة السيطرة عليها مطلع عام 2021 إلا أن قوات التنظيم ظلت منتشرة في محيطها، واستمرت في السعي لتأمين السيطرة الكاملة عليها لاحقاً، وهو ما دفعه للتصعيد ضد القرى المسيحية كخُطوة بديلة، بهدف قطع الطرق مع المدن الساحلية في سعيه للتمدُّد إليها، وهكذا يستطيع -في حال السيطرة على سواحل المقاطعة بأكملها- تهديد مضيق "موزمبيق/مدغشقر" في المستقبل.  

في الإطار ذاته، إن التوسع في السيطرة على مناطق جديدة تعني المزيد من التحكم بالطرق، وبالتالي زيادة الموارد المالية للتنظيم، سواء من حيث فرضه ضرائب على البضائع والمحاصيل فيها -خاصة محصول الكاجو- أم صيادي الأسماك أو حتى عمليات التنقيب عن الذهب، أو من خلال فرض رسوم العبور على الشاحنات التجارية، حيث تُقدَّر الضريبة المفروضة على الشاحنة الواحد بنحو 150 ألف ميتيكاي- قُرابة 2340 دولاراً أمريكياً.   

 



مواد ذات صلة
لقاء ليبي ثلاثي في القاهرة
معارك في منطقة "عاد" بين الشباب والحكومة الصومالية