محاولات التنظيمات الجهادية التمدُّد إلى السنغال

  • الرئيسية
  • محاولات التنظيمات الجهادية التمدُّد إلى السنغال
Cass Banener Image
محاولات التنظيمات الجهادية التمدُّد إلى السنغال

محاولات التنظيمات الجهادية التمدُّد إلى السنغال

حاولت القاعدة منذ عام 2015 التمدُّد -عَبْر جماعاتها الموالية لها في مالي- إلى السنغال عدة مرات، وبلغ عدد المعتقلين في كانون الثاني/ يناير 2016 في السنغال نحو 900 مشتبه بتعاوُنه مع القاعدة في عموم البلاد، مما يعني أن القاعدة لا تُفوّت فرصة التغلغل في هذا البلد ذي الموقع الإستراتيجي في غرب إفريقيا.

في السياق نفسه أعلنت الأجهزة الأمنية السنغالية تفكيك خلية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين قرب الحدود مع مالي عام 2021، مما يشير إلى الرغبة في إنشاء قاعدة دعم خلفية على الأقل في السنغال.

كشف مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023 أن العمليات الجهادية "الإرهابية" في منطقة الساحل بلغت نسبة 43٪ من مجمل العمليات الجهادية في العالم، وهي النسبة الأعلى على مستوى العالم، وكانت مالي المحاذية للسنغال من الشرق رابع أعلى دولة في العالم في قائمة الدول الأكثر تضرُّراً من هذه العمليات وجاءت بوركينا فاسو ثانياً.

من المؤكد أن خطط هذه التنظيمات لن تظل حبيسة في دول شرق السنغال، حيث إنها تؤمن بوجوب التمدُّد والدعوة لأفكارها واستقطاب المزيد من العناصر إلى صفوفها، والعوامل التي استفادت منها هذه التنظيمات في دول الساحل، حيث الثغرات الحدودية وتصاعُد الفساد، وضعف سيادة القانون، والتدهور البيئي والاقتصادي يمكن أن يتاح لهم بأشكال متعددة في السنغال.

ومن جملة المؤشرات على سعي الجماعة للعمل في شرق السنغال، قيام عناصر من الجماعة بالإشراف على طريق التهريب بين البلدين في المنطقة المذكورة، كما أنهم يقومون ببيع الماشية التي يجمعونها عَبْر الزكاة والإتاوات إلى الجانب السنغالي من الحدود، إلى جانب وجود عناصر سنغالية في صفوف المقاتلين، مما يزيد خطر إنشاء خلايا سنغالية محلية تابعة للقاعدة.

يمكن لأعضاء جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتمركزين غرب مالي الاستفادة من عدم الاستقرار في السنغال لإنشاء موطئ قدم لهم في شرق البلاد، فقد عززت الجماعة مواقعها منذ عام 2020 غرب مالي وتضاعفت هجماتها في 2023 في مقاطعة كايس غرب مالي 300% مقارنة بعملياتها في المنطقة ذاتها عام 2020 علماً أنها لا تبعد أكثر من 300 كم عن الحدود الشرقية للسنغال.

بالتأكيد إن توسُّع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين -وربما داعش- في السنغال سيكون سبباً ممهِّداً لعرض روسيا مقترحات التعاون مع السنغال بهدف تعزيز العلاقات الأمنية، كما فعلت مع دول أخرى في غرب إفريقيا، فهل سنرى أرض السنغال ميداناً جديداً للتنظيمات الجهادية والإستراتيجية الروسية عما قريب؟



مواد ذات صلة
دوافع الولايات المتحدة للانسحاب العسكري من النيجر
التصنيع العسكري لتنظيم الدولة في إفريقيا