هجوم "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين".. هل اقترب الخطر من العاصمة البوركينية؟

  • الرئيسية
  • هجوم "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين".. هل اقترب الخطر من العاصمة البوركينية؟
Cass Banener Image
هجوم "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين".. هل اقترب الخطر من العاصمة البوركينية؟

هجوم "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين".. هل اقترب الخطر من العاصمة البوركينية؟

تقدم رتل من "كتيبة حنيفة" التابعة لـ "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين" يوم 27 آب/ أغسطس 2024 من قواعد الجيش شمال بوركينا فاسو وشرقها، ضِمن هدفها في الهجوم على مواقع قريبة من العاصمة واغادوغو (Ouagadougou)، واستمر الهجوم من الساعة 9 صباحاً، حتى الساعة 3 عصراً دون وصول مؤازرة من الجيش أو القوات الأمنية البوركينية.      

استهدف الرتل أطراف بلدة سانماتنغا (Sanmatenga) التابعة لمدينة بارسالوغو (Barsalogho) في مركز ولاية كايا (Kaya)، ويُقدَّر عدد عناصر الرتل بما يقارب 400 عنصر مسلح، يستقلون عشرات الدراجات النارية والسيارات رباعية الدفع، معظمها من السيارات الصينية التي كانت الجبهة قد سيطرت عليها في وقت سابق.      

نتائج الهجوم      

نتج عن الهجوم مقتل أكثر من 210 أشخاص من العسكريين والمدنيين المتعاقدين مع الجيش البوركيني، إلى جانب اختطاف ما لا يقل عن 30 شخصاً، إضافة لإصابة 150 مدنياً، وقدَّرت سلطات المدينة (محافظ ولاية كايا) أنَّ ضحايا الهجوم قد يزيدون عن 400 بين مصاب وجريح.      

أكدت مصادر مقربة من الجماعة الجهادية لـ "مركز دراسات الأمن الإفريقي" أن الهجوم جاء استباقاً لعملية بناء تحصينات عسكرية وخنادق حول مدينة بارسالوغو، حيث تعاقدت سلطات الولاية برعاية من الجيش البوركيني مع مئات المواطنين للعمل في حفر الخنادق وإعداد التحصينات العسكرية، مما دفع الجبهة لتنفيذ ضربة استباقية للثكنات المحيطة بالمدينة ومنشآت التحصين العسكرية في وقت واحد.      

السياق العامّ للهجوم      

يأتي هذا الهجوم بعد نحو 20 يوماً من المراقبة والتخطيط، استقدمت فيها الكتيبة 4 مجموعات من منطقتَيْ جيبو (Djibo) وأربيندا (Arbinda) في ولاية سوم (Som) لتنفيذ هذا الهجوم، وبالرغم من أن هذا الهجوم هو الأكثر عنفاً من حيث عدد المدنيين المستهدَفين، إلا أن الكتيبة نفذت قبله العديد من الهجمات التمهيدية والمشتّتة في الأسابيع الفائتة.      

من أبرز تلك الهجمات هجوم 9 آب/ أغسطس 2024، حيث نصب مقاتلون من الكتيبة كميناً لرتل ضخم من الجيش البوركيني مكون من 150 آلية عسكرية، بين منطقتَيْ فادا (Fada) وبونغو (Bougui) في ولاية فادانغورما (Fada-Ngourma)، مما أدى لمقتل 150 جندياً على الأقل، وتدمير 100 آلية عسكرية، والسيطرة على نحو 50 آلية أخرى، والاستيلاء على عشرات قواذف RBG ومئات بنادق كلاشنكوف، وما يزيد عن 400 صندوق من الذخائر المتنوعة.      

أصبحت الهجمات السريعة إستراتيجية للجبهة وكتيبتها المستحدثة (كتيبة حنيفة)، التي باتت تتحرك في عملياتها وهجماتها بشكل واسع في شمال شرق بوركينا فاسو وصولاً إلى جنوب شرق البلاد.      

تحاصر الجبهة العديد من البلدات بما في ذلك مراكز مقاطعات أساسية في ولايات شمال بوركينا فاسو وشرقها، وتركز على استهداف قوافل الإمداد العسكرية التي تحاول فكّ حصار البلدات أو تقديم الإمداد لها.      

الهجمات المسلحة واستمرار حصار البلدات يضيف مزيداً من الضغوط على المجلس العسكري الانتقالي بقيادة النقيب "إبراهيم تراوري"، الذي أفشل محاولة انقلاب أخيرة مطلع حزيران/ يونيو 2024، بعد أن تبادل حرسه الرئاسي إطلاق النار قرب القصر الرئاسي مع خلية من الضباط والجنود حاولت اقتحام القصر الرئاسي، مما استدعى طلب 100 جندي من شركة "فاغنر" الروسية يتمركزون في مالي، للقيام بمهمة حماية تراوري من قطاعات الجيش التي يمكن أن تفكر بتنفيذ انقلابات مستقبلية.      

استفادت الجبهة والمجموعات الجهادية الأخرى وأبرزها "ولاية الساحل" التابعة لـ "تنظيم داعش" من محاولات الانقلاب المتعددة في بوركينا فاسو منذ عام 2022، حيث عمد المجلس العسكري إلى تشكيل ميليشيات محلية عديمة الخبرة لمواجهة الجماعات الجهادية، إلا أن عناصر هذه الميليشيات والمتعاقدين معها سرعان ما انسحب جزء كبير منهم (انسحب أكثر من نصف المتعاقدين)، بالتوازي مع ضعف الاعتماد على الجيش خشية استحواذ القيادات الكبيرة فيه على فائض من القوة يدفعهم للتفكير في الانقلاب على نظام تراوري الحالي.      

هجمات الجهاديين ومحاولات الانقلاب الداخلية      

خلال 8 أشهر من عام 2024 نفذت "جبهة نصرة الإسلام والمسلمين" و"تنظيم داعش" في الساحل 100 عملية عسكرية، معظمها ضد قوات الأمن والجيش، في حين أن الجماعتين نفذتَا 40 عملية فقط خلال المدة ذاتها من عام 2023.      

بالتوازي مع ذلك؛ جرت 6 محاولات انقلاب تقريباً ضدّ نظام الحكم خلال أول 8 أشهر عام 2024، في مقابل نحو 7 محاولات انقلاب عام 2023.      

يركّز المجلس العسكري في بوركينا فاسو على استقرار نظام الحكم الانتقالي بدلاً من دعم تنفيذ عمليات واسعة لمواجهة الجماعات الجهادية، مما أتاح لهذه الجماعات فرصة تنفيذ هجمات واسعة النطاق، الأمر الذي سيُطيل حالة عدم الاستقرار في بوركينا فاسو من جهة، ويُهيِّئ للجماعات الجهادية موارد أكبر تستطيع من خلالها السيطرة على المزيد من المساحات.       

   

 



مواد ذات صلة
انتخابات تشاد.. نتائج وانعكاسات
أبعاد بيع مناطق صحراوية للأجانب في مصر وانعكاساته