منتصف شباط/فبراير 2024 زار وفد جزائري رفيع المستوى بقيادة اللواء عابد حلوز مدير الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية العاصمة النيجرية "نيامي" حيث التقى بكلٍّ من وزير خارجية النيجر ورؤساء إقليمي أغاديز وزيندر.
تأتي هذه الزيارة في سياق الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، حيث أعلنت النيجر عن طلبها من القوات الأمريكية مغادرة البلاد، وقد سبق ذلك أواخر العام 2023 خروج القوات الأممية والفرنسية من مالي، إلى جانب تصاعد انتشار الجماعات الجهادية والتنظيمات الأزوادية والعرقية المسلحة، مما زاد في تدهور الأوضاع الأمنية وارتفاع المخاطر الأمنية التي تهدد الحدود الجزائرية النيجرية.
كان انقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني على الرئيس محمد بازوم أواخر تموز/يوليو 2023 بداية تفاقم القلق والمخاوف لدى الجزائر، مما يستدعي تحركها على نحو مستعجل لتحقيق عدة أهداف، أبرزها:
·منع انجرار النيجر إلى تطوير علاقاتها مع المغرب، خاصة بعد اتفاق الطرفين على الدخول في مشروع المغرب لإنشاء منافذ بحرية لمجموعة دول أفريقية على المحيط الأطلسي.
·التعهّد بحماية مشروع أنبوب الغاز النيجيري في شقه المار بالنيجر عبر قوات من الجيش الجزائري، خاصة في ظل تفاقم الاضطرابات الأمنية التي تزايدت بعد الانقلاب.
·تعهد الجزائر بإجراء استثمارات في النيجر بقيمة تزيد عن 300 مليون دولار إلى جانب التعهد بتمويل خط نقل النفط النيجيري عبر النيجر.
في هذا السياق فإن الجزائر تستشعر مخاطر انتشار ميليشيات فاغنر وتعزيز النفوذ الروسي على حدودها الجنوبية -النيجر ومالي- حيث ينتشر ما يقارب 1700 عنصر من فاغنر في مناطق الطوارق القريبة من الحدود الجزائرية في مالي، كما تسيطر الميليشيا على عدة قواعد فرنسية وأممية سابقة، وبدأت تحركات كثيفة للسيطرة على مناجم ذهب في الشمال والشرق من مالي، مما يعد مؤشرا على احتمال ظهور توترات مسلحة مع مختلف القبائل المنتشرة في المنطقة، خاصة التنسيقيات المسلحة من العرب والطوارق، والتي يزيد أعدادهم عن 50 ألف عنصر، وقد انضم إليها 1200 عسكري من الطوارق -فروا من الجيش الجزائري-، إلى جانب 6000 مقاتل من طوارق ليبيا.
