أعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر يوم 17 مارس 2024 أنه ألغى بأثر فوري الاتفاق العسكري الذي يسمح بتواجُد أفراد عسكريين ومدنيين أمريكيين على أراضيه.
ويتواجد في النيجر منذ عام 2023 حوالَيْ 1100 جندي أمريكي، حيث يعمل الجيش الأمريكي من قاعدتين، إحداهما هي "القاعدة الجوية 201"، وهي قاعدة طائرات بدون طيار، وتم بناؤها بالقرب من أغاديز في وسط النيجر بتكلفة تزيد عن 100 مليون دولار أمريكي، وتُستخدم منذ عام 2018 لاستهداف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، في منطقة الساحل.
وجاء إعلان المجلس العسكري النيجري في أعقاب زيارة قام بها مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع ترأستها مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية "مولي في"، وضمت الجنرال مايكل لانجلي قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا. وقد برر المجلس قراره بإنهاء الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة عقب زيارة الوفد بأن الوفد لم يتبع البروتوكول الدبلوماسي المعهود، حيث لم تَقُمْ واشنطن بإبلاغ النيجر بموعد وصول الوفد أو أعضائه أو برنامج عمله.
ويُشير هذا التصعيد من طرف المجلس العسكري إلى أن المجلس يسعى لدفع الشركاء الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة للتفاوض. وفي الغالب فإن المجلس العسكري يكون قد حصل على ثمن للخُطوة التي قام باتخاذها من الطرف الروسي.
وفي حال إصرار حكومة النيجر على إنهاء الوجود الأمريكي على أراضيها، فإن ذلك سيُسبب خسائر إستراتيجية كبيرة لواشنطن، باعتبار أن النيجر تمثل قاعدة أساسية للتحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة، كما أن واشنطن استثمرت خلال السنوات الماضية مئات الملايين من الدولارات، سواء على قواعدها في النيجر، أم على جيش النيجر نفسه.
